
جورج عازار
قاص وشاعر:
(ستوكهولم/ السويد)
سِياطُ الحِيرةِ
تَكوي ذاكرتي
وتمتدُّ من هُنا
حتَّى أخرِ طريقِ الجُلجُلةِ
تُوزِّع مُزَقَ أشلائي
على أطرافِ دُروبِ العَتمةِ
وعلى بَواباتِ العرَّافاتِ
تُلقي أكواماً من الأسئلةِ
ليتَ رُوحي
ترتاحُ في الَّلامكانِ
وليتَني أحيا
في زمنٍ لا يُشبه في شيءٍ
طُقوسَ هذا الزَّمانِ
أخوضُ في لُججِ الدَّمعِ
وأعبُرُ وادي الحَسراتِ
واتنفَّسُ َرجعَ صَدى
حكايةِ البدايةِ
وفي متاهاتِ الشَّوقِ
يغتالُ فرحتي
صَقيعُ الغُربةِ
كأنني وهماً كُنتُ
تَنكُرني الحقيقةُ
وتتبرأُ مِني ذاكرتي
أتوكَّأ على خيطٍ من شُعاعٍ
وعلى عصا هائمةٍ في اليمِّ
مطرٌ أسودٌ
في الِّلحاظِ يرتسمُ
وبطونُ المُزنِ عاقراتٌ
وصقيعُ القبرِ وَحشَةٌ
فلا أُنسٌ يؤنِّسُ وَحدَتي
ولا جانٌ بي يحفَلُ
فكلَّما فارقَت المراكبُ
مراسيها
تُسافرُ رُوحي وتغتربُ
كَفي مِذراة
وثقوبُ الصَلبِ تَئنُّ
راحتي غُربالٌ
والدَّمعُ الُمتبَقي
لا يَروي ظَمأَ اشتياقاتي
ولا يشبعُ ضَورَ شهقةٍ
أوقفوا النَّهرَ
أيقظوا الشَّمسَ
فقد التهمت لياحَ الفجرِ
جحافلُ الظُلمةِ
وأنا ما زلتُ هناك منتظراً
في تَوقٍ إلى وَمضةٍ
إلى شعاعِ ضوءٍ
ينجو من قَبضةِ الدُهمةِ.




اترك تعليقاً